29.7.09

جبل النار لن تخمد ناره يا دايتون !!





لكم كانت تعتريني مشاعر الحزن والأسى وانا أتابع النشوة الصهيوامريكية إزاء " النجاح " في تحويل عاصمة الإرهاب الفلسطيني نابلس – جبل النار – إلى مدينة للغناء واللهو وافراغ وعائها من كل مفردات المقاومة والتضحية والفداء ورفض الغاء الهوية النابلسية والتي تشكلت عبر شلالات الدماء والاف الاشلاء من ابنائها ، و حشوه بكل مفردات الأمركة – عبر صنيعتها فياض - وما تحمله من دلالات تلخصها عبارات الخنوع والقبول بالمشروع الصهيو امريكي والذي لم يسجل التاريخ يوما بأنه جلب الخير لشعب يسعى لاستعادة حقوقه المسلوبة ! .

فما تناقلته وسائل الاعلام الصهيوامريكية خاصة صحيفتي نيويورك تايمز ويديعوت احرنوت من تقارير تعلوها نبرات النشوة والظفر ازاء التحولات الايجابية – حسب زعمهم- التي طالت المدينة تركت بالغ الاثر في نفوس الشرفاء في المجتمع النابلسي والذين تابعوا و بمرارة بالغة المخطط الممنهج للقضاء على تاريخ المدينة وثقلها التحرري في مسيرة الشعب الفلسطيني لعقود طوال ، والعمل على تحويلها و بكل خسة ونذالة لانموذج مقزز جديد في قاموس مشروع الامركة ، والذي تتلخص ملامحه بالحفلات الماجنة وجيل الراب والتقدم الاقتصادي الهلامي واستمراء الذل والخنوع للإرادة الصهيوامريكية في اثواب عذرية خادعة .

وكم كانت المرارة مركبة ونحن نرى ابناء جلدتنا يمررون تلك المخططات من منطلقات انتهازية تتعلق بمستقبلهم السياسي المحدود ، بل ويقدمون مبررات ساذجة و وعودات فضفاضة ترتدي طابعا اقتصاديا حول اعادة الوزن الاقتصادي لهذه المدينة .

لكن ما لمسته من ابناء هذه المدينة و ما سمعته من بعض الاقتصاديين الكبار في المدينة ازاء تلك المخططات ذات الطابع الاقتصادي المحض احدثت تغيرا كبيرا في تصوراتي ودفعتني للتفاؤل ، حيث أكد لي هؤلاء الاقتصاديون بأن رأس المال " النقدي " الذي يلوح به فياض لم يبن يوما اقتصادا واعدا لأحد فكيف اذا أضيف له أن هذا المال يعتبر قذرا كونه محكوم بإرادات تعود للمحتل ومن يدعمه ؟؟!!!


وتكلل هذا التفاؤل بالنجاح من خلال حدث بسيط ولكن يحمل في طياته رمزية كبيرة ومدلولات مهمة ، حدث جاء ليبدد تلك النشوة المفتعلة للمشروع الصهيوامريكي ويثبت هلامية نجاحهم المعلن ، فما حدث فجر اليوم من احراق لمنصة الحفلات " المسرح " في دوار المدينة والتي كانت تبث السموم المؤمركة لأبناء المجتمع النابلسي وردود الافعال الايجابية من الشارع النابلسي إزاء الحدث افقدت اصحاب هذا المشروع صوابهم ، ولم تفلح معه تبريرات احد الناعقين باسم سلطة دايتون والتي حمل فيها الصهاينة المسؤولية عن الحادث في مشهد يدعو للضحك ، فهل يعقل أن يحرق الصهاينة مشروعا لطالما حلموا بحصوله وتجسده على ارض الواقع ؟؟!! ، فالحادثة أكدت للقاصي والداني بأن المدينة لن تخضع بسهولة للمخطط الذي يستهدفها ، وبأنه من الإستحالة بمكان أن تستحيل مدينة الشهداء ومعاقل " الارهاب " و " جبل النار " - والذي اكتسبت اسمها تاريخيا عبر مسلسل طويل من عمليات المقاومة والثورات ضد المحتل واذنابه ومخططاته لافراغ المدينة من مضامينها الاساسية باعتبارها خط دفاع اساسي عن حقوق هذا الشعب ومنجزاته - لمدينة للرقص والمجون دون ادنى مقاومة .

وأخيرا ورغم بساطة الحدث فإن نابلس ارادت ان تذكر الجميع بأن مدينة خرجت قادة المقاومة الفلسطينية بكافة اطيافها وقدمت الاف الشهداء في مسيرة مقاومتها للمحتل واذنابه واذاقت المحتل عبر عقود كأس المنون لن ترضخ ولن تنكسر وبأنها ستبقى نبعا لا ينضب ومخزونا بشريا سيبقى يخرج رجالا كأبي هنود ومهند الطاهر وحلاوة والحنبلي والسركجي وابو شرخ وابو غلمة والجمالين وعصيدة والقذافي والشيخ ابراهيم والالاف من الرجال الذي سقطوا في معارك الشرف والعزة في الدفاع عن فلسطين ، وارادت ان تذكر الجميع ايضا بأن كنافتها ذائعة الصيت لن تكون حمرتها نتاج صبغة مصنعة في اروقة البيت الابيض ومكاتب العدو الصهيوني بل هي حمرة مصدرها دماء ابنائها الرافضة لمشاريع المحتل والامبريالية العالمية وبأن نارها التي لطالما وقفت في وجوه الغزاة لن تخمد ابدا !! .



عامر سعد


للإطلاع على التفاصيل